الزمان : حوالي الواحدة و النصف ظهرا ً في أحد أيام العشر الأواخر من شهر رمضان الفائت
المكان : صالة إنتظار العملاء بالبنك العربي السعودي في شارع صاري بمدينة جدة السعودية
فقد حاولت أن أملأ دقائق الإنتظار تلك بمتابعة قناة العربية الأخبارية من خلال جهاز التلفاز الذي كان موضوعا ً على أحد حوائط القاعة
و قُبيل نشرة الثانية ظهرا ً كانت هناك نشرة عن أحوال الطقس و درجات الحرارة في بعض العواصم العالمية و العربية
حيث فاجأتني القناة بنشر درجة الحرارة في الخرطوم متبوعة بدرجة الحرارة في مدينة ( جوبا )
و إن لم تخوني الذاكرة فقد كانت في الخرطوم 35 درجة و في مدينة جوبا حوالي الـ 25 درجة
فرغم حالة الملل التي كُنت عليها جراء البُطئ التي قوبلنا بها من موظفي البنك
و رغم التعب و الإرهاق في هذه الساعة من نهار رمضان الغائط في مدينة جدة
و التي تشتهر بدرجة الحرارة و الرطوبة العالية في أشهر يونيو و يوليو و أغسطس
إلا أنني أجتهدت كثيرا ً في أن أمعن النظر في الشاشة و أتأكد من صحة ما رأته عيناي
خاصة و أنني أعدت وضع النظارة في أوضاع مختلفة مخافة أن يكون ذلك تأثير الصيام و لكن خاب ظني
نعم وجدت جوبا مع العواصم العالمية و العربية و كأن قناة العربية تود أن تستبق نتائج الإستفتاء المقرر له بداية العام 2011م
و على طريقة المذيع ( فيصل القاسمي ) بقناة الجزيرة القطرية عبر برنامجه الشهير ( الإتجاه المعاكس ) فأنا أود أن أطرح بعض الأسئلة :
هل وجود جيش و علم و عملة منفصلة لجنوب السودان شواهد و مقدمات على نتائج الإنفصال ؟
هل صوت الإنفصاليين بالحركة الشعبية أقوى من صوت الوحدويين داخلها ؟
ألم يذكر قادة الحركة مرارا ً حرصهم على الوحدة في عدد من وسائل الإعلام ؟
هل الإنفصال يمثل طموحات و أشواق النُخب السياسية و الثقافية للجنوبيين ؟ أم أنه طموح الأغلبية أيضا ً ؟
هل وئدت فكرة الوحدة و السودان الموحد مع الدكتور جون قرنق ؟
هل فشلت حكومة الوحدة الوطنية في جعل الوحدة جاذبة ؟
هل ستكون اللغة و الدين عوامل إنفصال في وطن لم تقف فيه اللغة و الدين في يوم ما عائقا ً أمام الإندماج في المجتمع السوداني ؟
ألم يقل أهل الجنوب بأن الصراع في الجنوب كان صراع ضد الوجود المسيحي و الأفريقي في جنوب السودان ؟
ألم تحشد الحكومة الطلاب و شرائح المجتمع لهذه الحرب و التي أكسبتها الصفة الدينية و جعلت منها جهاد في سبيل الله ؟
ما هو مستقبل السودان إذا جاءت نتيجة الإستفتاء بالإنفصال ؟ هل سنشهد حرب جديدة بين دولتين ؟
أم سنشهد ميلاد دولتين جديدتين على قرار الجارتين أثيوبيا و أريتريا ؟
أخيرا ً هل ما شاهدته بقناة العربية قراءة للواقع أم إستباق للأحداث ؟
الموضوع للنقاش